Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
إنفجار في القرية
الأربعاء, أيلول 30, 2015
ثامر مراد

 

تحدثُ في حياتنا اليومية إنفجاراتٌ كثيرة تتعلق بأشياء ملموسة وأخرى معنوية تتعلق بحركة الحياة اليومية. بعض ألأنفجارات تسبب أضراراً مادية كثيرة جداً وتؤدي الى رحيل أشخاص كانوا قبل لحظة ألأنفجار يعيشون معنا بكل تفاصيل الحياة ومفرداتها اليومية   هذا مانطلق علية – ألأنفجار الدموي. هناك إنفجارٌ آخر نطلق علية مجازاً – ألأنفجار الجميل- يسبب للفرد أو لمجموعة معينة من ألأفراد سعادة قصوى تحيل حياتهم الى طوفان من سعادة ليس لها قرار. هذا مايحدث لي أنا الفتى الذي أنتمي الى جيل التسعينات ولنقل بالتحديد -1990- فجأةً تنقلب حياتي الى لحنِ موسقى يرمز الى العشق وهذيان الروح على طول ساعات النهار. اليوم هو اليوم ألأول لعملي كطبيب أسنان في مركز صحي لايبعد عن البيت إلا مسافة ربما لاتزيد عن الكيلو متر أو كثر بقليل. إرتديتُ أحلى ملابسي وسرتُ بين أشجار النخيل وكأنني أذهبُ الى الصف ألأول ألأبتدائي. متوتراً بعض الشيء لا أعرف كيف سيكون العمل ومن أين أبدأ؟ مضت الساعات ألأولى من عملي الجديد ولازال شيءٌ من القلق يجتاح روحي. وأنا في خضمِ عملي تقدمتْ فتاة تسألني عن طبيعة العمل في المركز الصحي وهي تخبرني بأنها تأخرت بسبب ألأزدحام الشديد. نظرتُ إليها كأنني أشاهد ملاكاً جاء من كوكبٍ آخر. قدمت لي نفسها بأنها الدكتورة – هديل- وتم تنسيبها الى نفس المركز الصحي . تسمَّرت عيناي في بحر عينيها وكأنني أغوص في تاريخ لاينتمي الى تاريخي الذي أعيش فيه تلك اللحظات ألأولى من عملي. كانت أشجع مني قليلاً- أو هذا ما شعرتُ به – تتحدث بلباقة وكأنها إعتادت على زيارةِ النوادي ألأجتماعية في كل زاويةٍ من زوايا البلد الكبير. تتحرك بنشاط وكأنها تمتلك ذلك المكان. كانت تقطع مسافة 70 كيلومتراً بسيارتها الخاصة كي تصل هذا المكان الذي أصلهُ سيراً على ألأقدام في دقائق معدودة. إستمرت ألأيام . شعرتُ أن هناك نبضات في قلبي تزداد هيجاناً كلما جاءت الى العمل. لم أعد ألأحتمال والتحمل . أرسلتُ لها رسالة على الفيس شرحتُ لها نوعية ألأنفجار الجديد الشديد الذي إجتاح كل ذرة من ذرات كياني. كنتُ خائفاً أن ترفض علاقة – أرومُ من خلالها تكوين أسرة معها- لأنني لستُ من الشباب الذين يبحثون عن اللذة العابرة أو لقاء في منتزهٍ كبير وماشبه ذلك. بقيت كل الليل أفكر بأشياء كثيرة..من يدري ربما تكون مرتبطة أو هناك عشقٌ آخر يحتل حيزاً كبيراً من قلبها. واويلتاه إن كانت مرتبطة؟ واويلتاه إن رفضت طلبي لأنني أنتمي الى قرية تغتسل بنهر الفرات كل لحظة. سأعرف في الصباح كل شيء من نظرةٍ واحدة. لاريدها أن تتكلم..ربما كلامها سينهي حلماً قبل أن يولد الى النور. ربما ستبكي على حزني كل أشجار النخيل .

 

سينبثق الفجر بعد قليل وسأكون في العمل كما يحدث كل يوم. سأعرف هل سيكون – إنفجاراً دموياً أم سيكون نوعاً آخر من إنفجار يحدث في القريةِ يهز كل غصنٍ من أشجار الرمان ؟ عند الثامنة صباحاً دق هاتفي النقال وظهر إسم هديل. يكاد قلبي يتوقف عن الحركة قبل ن أرد عليها. يالهي في ثوانٍ معدودات سينتهي كل شيء. قالت ” ..أحمد ..أنا عند باب داركم” . قفزتُ مذعوراً كأنني ألفظ أنفاسي ألأخيرة. كانت تقف قرب سيارتها تبتسم . نظرت الى عينيَّ كأنها تراني لأول مرة. كانت ضربات قلبي تخيفني..ظننتُ نه سيتوقف عن الحركة. صاحت ” ..إستعجل سنذهب سوية الى المستوصف” . في اللحظةِ التي إنطلقت وضعت إغنية كاظم الساهر” شحلو طولك من تمشي” . ماذا يعني هذا؟

 

فجأة قالت” ..أحبك..أحبك” . شعرتُ بقشعريرة تدب في جسدي. هل يُعقل هذا؟ هل حدث ألأنفجار الجميل؟ بعد إنتهاء ساعات الفحص جلستُ أسترخي قليلاً . جاءت تحمل قنينة ماء صغيرة وسكبتها على قميصي . سألتها عن السبب قالت” أحببتُ أن اسكب عليك الماء ماذا ستفعل؟” ضحكت وتركتني مع إضطرابي الجميل. عند نهاية الدوام ركضت الى نهر الفرات أرقص طرباً أعانقُ جميع ألأشجار صارخاً بأعلى صوتي ” …أحبها..أحبها…إنه ألأنفجار الجميل..إنفجارٌ في القرية” .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35739
Total : 101