Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
غزيّة التي لم ترشد
الثلاثاء, شباط 19, 2013
رباح ال جعفر

الحرية .. كلمة

يؤسفني في هذه اللحظة الفارقة ، أن أفتّش في المعاجم والقواميس عن مفردات تليق بحجم التعازي والمواساة والرثاء والبكاء ، وقد عميت الأبصار ، واكفهرّت القلوب ، وأظلمت البصائر .
يحزنني أن أرى السفينة تغرق . تقاذفتها الأمواج من كل ركن ، وعصفت بأشرعتها الرياح والبراكين الهادرة ، ونحن قلقون ، مكتئبون ، وجلون ، مضطربون ، على غير هدى في بحر لجيّ الموج .
سئمنا من أوطان توضأت بالدم وتطهّرت بالنار . تحمّلنا ما يُطاق وما لا يُطاق . كرهنا الاحتفالات التاريخية . مللنا من الخيل والليل والقنا والبيداء ، ومواكب الضحايا ، والثارات ، وتوالد الأزمات ، وأيام العرب ، والمحن والخطوب ، وعظائم الأمور ، والحرب الضروس ، ومعارك التحرير ، والجيوش الظافرة .
تعبنا من غزيّة التي غوت ومن غزيّة التي لم ترشد ، والشرف الذي لا يسلم من الأذى حتى تسقط الرؤوس عن الأكتاف ، والأهداب عن المحاجر ، ونشرب إن وردنا الماء صفواً ونحن نشرب كل يوم السمّ الزعاف .
لماذا يذهب الأخيار من أبنائنا فداءً للأشرار الآثمين ؟!. وها نحن تلفحنا الفاقة ، ويمضّنا الجوع ، ويحرقنا الظمأ ، وتصيبنا أعمق الجراح . ولقد تجرّعنا من العذاب ألواناً ، وتجشّمنا الآلام ، واحتملنا الأهوال الثقال ، وعشنا ذروة المأساة الإنسانية .
نريد أن نأمن على ما بقي من نفوسنا ودمائنا ، من دون نعوش وجثامين وقبور وشهادات وجراحات ، ومحاصرة بيوت واقتحام أخرى ، ومسلحين بالبنادق والكواتم لترويع المطمئنين ، ومن دون الظل الذي يخاف من الخيال ، وتقارير المخبرين السريّين ، والعيون التي بالمرصاد .
اشتقنا إلى صفو وسلام بعد جفاء وخصام . اشتقنا إلى عيشة هادئة مطمئنة دون أن يكدرها زائر ليل يفتش في شراشف نومنا عن عطر حبيباتنا . دون أن نملأ استمارات تسألنا عن جدّنا السادس عشر . مللنا من دعاة الفتنة وأصحاب المواقف المريبة ومشاريع التقسيم والأقلمة والفدرلة . كرهنا الطاولات بأشكالها المستديرة والمستطيلة والمربعة . ضجرنا من الأوصياء على الثورات ، يهتفون على المنصّات ، ويتملّقون على المنابر ، ويسرفون في خداع الجمهور ، ويغرّون ويضلّلون ، ظنّاً إن الشعب قاصر جاهل غافل ، وهم فاسدون ولدينا على فسادهم ألف برهان وبرهان ، هم الشرّ كل الشرّ ، والخطر كل الخطر .
سئمنا من الأخبار والتقارير والصور والصحف والشاشات . وحرب الألسنة والحناجر والأقلام ، وفرسان الأصوات العالية ، ودواوين الحماسة ، ومن زعماء حكمونا بطشاً وعسفاً . مللنا من النابغة الفذ الذي ليس له نظير في التاريخ ولا مثيل . من الطغاة ، والمجانين ، والحكام المعصومين . تعبنا من الحوار بالمفخخات ، والرسائل المشفّرة بالاغتيالات ، والجُمل الثأرية ، واللحظة الثورية .
ضجرنا من تذاكر السفر ، وحزم الأمتعة ، وتفتيش الحقائب ، والأختام في الجوازات ، والوداع والمودّعين ، والوقوف أمام الشرطي في المعبر ، يسألنا ورؤوسنا قد انخفضت إلى الأرض في استسلام وإذعان ، فإذا هو الذلّ كلّ الذلّ .. دعونا نعيش .. نريد أن نعيش .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37418
Total : 101