Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
لم يكن أحدٌ منّا هناك
الأحد, آذار 22, 2015
عماد عبد اللطيف سالم



في الحرب العراقية الأيرانية ، كان معنا نائب ضابط يحبّ مخالطة الجنود " الخريجين " .. ويقول عنهم انهم " مثقفّين " .. و " خوش يحجون " . 
وكلما اشتدّ القصف ، وانحشَرْنا في المواضع " الشقيّة " ، جاء وانحشَرَ معنا . وبينما نحنُ نرتجف من الخوف ، كان هو لايملّ من الحديث ، عن دور سعد بن أبي وقّاص ، و رستم فرّخزاد ، في نشوب " القادسية الأولى " و اندلاع " القادسية الثانية " ، التي كنّا نُطحَنُ في وسطها " وإحنه لاماكلين ولا شاربين " كما يقول .
وفي يوم أسود من تلك الأيام ، قُتل نائب ضابط ، بسيط ، وطيّب القلب ، في الستينيات من عمره ، كان على وشك الأحالة على التقاعد بعد ايام قليلة ( لأسباب صحيّة ) ، بعد ان شارك في كلّ حروب العراق حتّى لحظة مقتله .
وبينما كانت القذائفُ تتساقط حولنا من كل حدب وصوب ، كان أحد جنود " الموضع الشَقّي " يبكي على مصير نائب الضابط الذي قُتِل ، دون ان ينعم بشيء من السلام في آخر عمره .
وهنا انبرى صديقنا نائب الضابط لتأنيبه قائلاً بصوتٍ طغى على كل انواع المتفجرّات : 
شوف وليدي . في يوم من الأيام مرّ الرسول الكريم بأمرأةٍ تولولُ بصوتٍ عالٍ ، وتضربُ بقوّة على صدرها ، وتخمشُ خدّيها ، وتُهيلُ التراب على رأسها . فقال لها الرسول : مابك يا امرأة ؟ فقالت : لقد مات ابني يارسول الله . فقال لها : كم هو عمر ابنكِ يا امرأة ؟ فقالت : أكثر من مائة عام يارسول الله . فقال لها الرسول : " اصمتي يا ..... " !!؟؟
وهنا نسينا القصف والحرب ، و " نوع " القادسيّة .. ولم يبق فينا ماركسي " لينيني " أو ماركسي " ماوي " ، أو وجودي " سارتري " ، أو "سيّد " ابن سيّد ، أو بعثي ، أو " مُنتمٍ حتّى وأن لم ينتمي " أو " مستقّل " فكريّاً ، أو " سائر في خط الحزب والثورة " .. لم يوبّخ صديقنا نائب الضابط ، و يعترض على روايته للواقعة . لقد صرخنا في وجهه صرخة رجل واحد قائلين : استغفِر ربّك عمّي . لا يمكن لرسول الله ان يستخدم الفاظاً كهذه . انه رسول الله .
ودون خوف من الشظايا التي كانت تطِنُّ وتتطاير فوق رؤوسنا كنحلٍ هائج ، وقف نائب الضابط الذي كان إلى تلك اللحظة ( صديق الخريجين و نصير المثقّفين ) على قدميه ، ونصف جسده كان قد أصبح خارج " الموضع " ، وصاح بنا بغضب :
- لا أشو كَال .
من كان بأمكانه الردّ على محتوى " السرد " الذي اختاره نائب الضابط لتلك " الواقعة " ، في تلك اللحظات السوداء ؟
لا أحد .
فكُلّنا الآن ، هنا ، في هذه الحفرة السوداء .. نتقاسمُ موتنا وخبزنا الأسود مع الجميع .. ولم يكن أحدٌ منّا هناك .
نعم . لم يكن أحدٌ منّا هناك .
وكل حرب .. والرواةُ بخير 



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35626
Total : 101